الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث أكثر من 1400قتيل سنويا: الإرهاب المروري يغزو طرقاتنا

نشر في  06 أوت 2014  (11:38)

الأرقام المفزعة والأرواح التي تزهق كل يوم في طرقاتنا يبدو أنها لم تعد تثير اهتمامنا ولا تربك حياتنا رغم ما تخلفه من أضرار فبلادنا تسجل سنويا حوالي 10ألاف حادث مرور وما يقارب ال 1400قتيلا هذا دون احتساب الجرحى والخسائر المادية التي تلحق بالاف العربات إضافة ل 500 ألف دينار يوميا كمعدل خسارة الإنتاج التي تتكبدها المجموعة الوطنية عن كل قتيل وجريح. وان كانت لغة الأرقام مفزعة فإنها بالتأكيد لن تعبر عن حجم المأساة الحقيقة التي تخلفها الحوادث في صلب الأفراد والأسر التونسية والتي تعد في اغلبها كارثية ولاتخلف الا الحزن واللوعة والدموع لمن فقدوا فلذات أكبادهم في «ساعة قضاء».
لقد ظلت حوادث المرور في تونس ولا تزال نقطة سوداء تؤرق المجموعة الوطنية بكافة هياكلها الحكومية والغير حكومية والخاصة والعامة لكن ما لاحظناه هو أن المجهودات المبذولة للحدّ من  ظاهرة ارتفاع حوادث المرور تبقى دون المأمول.وبعيدة عن تحديات غول يفتك بأبنائنا وينهك اقتصادنا أنه حتى  التعاطي الإعلامي  مع هذه الظاهرة يظل دون المأمول هذا دون الحديث عن غياب العقوبات الزجرية واهتراء البنية التحتية حيث اشتهرت بعض الطرق بأنها مقبرة الطريق.
قراءة لإحصائية حوادث المرور في رمضان
لو عدنا بالزمن قليلا وقرأنا بعض الإحصائيات التي أعدتها وزارة الداخلية بالنسبة لشهر رمضان 2013 مثلا لاكتشفنا  أن عدد حوادث المرور كان في رمضان 2012: 685 حادث أودى بحياة 127 شخصا وتسبب في جروح لـ1047. في حين تم إحصاء 558 حادث مرور في رمضان 2013 كانت حصيلتهم  94قتيلا وو945 جريحا أي بفارق 127 حادث مرور وبأقل من 33قتيلا و133جريحا . وبذلك  يمكن أن ندرك حجم الأضرار الجسيمة التي تحدث في شهر من المفروض أن تقل فيه حوادث المرور ,خاصة إذا علمنا أن معدل القتلى يوميا في الأيام العادية هو 4فاصل 09

قتلى بالجملة على طرقاتنا
سجلت طرقاتنا في الأشهر القليلة الماضية عديد الحوادث التي أودت بحياة العشرات من المواطنين ولعل الجميع يذكر الحادث الفظيع الذي جد بمدينة تالة في جوان الماضي حيث حصدت شاحنة ثقيلة من القطر الجزائري 5 أرواح واكثر من 30جريحا كما أودى حادث مرور بجهة القصرين أيضا بـ 6 أشخاص في نفس الفترة تقريبا وفي غرة ماي جد حادث مرور فظيع بجهة القصور من ولاية الكاف تسبب في وفاة خمسة أنفار ثلاثة منهم من مدينة الروحية من ولاية سليانة و اثنين من ولاية جندوبة.
بلال الونيفي :الكاتب العام للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات
نعيش إرهابا مروريا
اعتبر بلال الونيفي الكاتب العام للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات أن تونس اليوم تعيش ما يمكن أن نطلق عليه الإرهاب المروري، مشيرا إلى أننا اليوم نستشعر خطر الإرهاب ونجند له كل الوسائل البشرية واللوجستية،وتخصص له المساحات اللازمة، في كل وسائل الإعلام وهناك خلية لأزمة وخبراء ومنظمات تعمل من أجل الحد منه،في حين أن حوادث المرور في تونس تحصد سنويا أكثر من ألف  روح مواطن هذا دون اعتبار الجرحى والخسائر المادية الباهضة التي تتحمّلها المجموعة الوطنية إلا أنها لا تثير حبرا كثيرا ولا لغطا في وسائل الإعلام وندّد محدّثنا قائلا: «الإرهاب المروري أكثر وطأة وفتكا بالمواطن التونسي ولا يعقل اليوم أن تشهد طرقاتنا كل هذا النزيف وهذه الدماء التي تهرق كل يوم ...»وانتقد الونيفي غياب الثقافة المرورية لدى المواطن التونسي وقلة وعيه لمخاطر الطريق وغياب الانتباه لدى السائق والمترجل على حد السواء.
 تونس تتصدر العالم في عدد حوادث المرور
اللافت للانتباه  هو أنّ تونس لا تزال تحتل المراتب الأولى في حوادث المرور في العالم فمقارنة ببعض الدول الأوربية مثلا نكتشف الفارق الشاسع ففي سويسرا نجد أنه على كل 100ألف ساكن هناك  4.9 قتيل وفي فرنسا 7.5قتيل عن كل 100ألف ساكنا ما في تونس فعن كل 100 ألف ساكن يموت 34.5 مواطن أي اكثر خمس مرات مما هو في فرنسا.ومن أهم أسباب الحوادث في تونس نجد السرعة المفرطة والقيادة تحت تأثير المواد الكحولية.
كلنا مسؤولون
إن غياب الثقافة المرورية وعدم وجود قوانين صارمة وزجرية خاصة بالنسبة لمتعاطي الكحول داخل عربات النقل كلها عوامل تساهم في تعدد حوادث المرور كما أن السرعة المفرطة والمجاوزة الممنوعة أسباب ضاعفت العدد ولا بد الان من مراجعة جذرية خاصة على مستوى قانون الطرقات وضرورة العودة إلى قانون سحب النقاط التي أثبت النجاعة في عديد الدول التي تستخدمه حيث قلل بنسبة كبيرة من حوادث المرور.

3300 حادث مرور في  5 أشهر
منذ بداية سنة 2014 وإلى حدود شهر ماي الماضي  تشير إحصائيات وزارة الداخلية إلى أنه  تم  تسجيل 3299 حادث مرور خلّفوا 546 قتيلا و5055 جريحا ،ومقارنة بإحصائيات الفترة ذاتها من سنة 2013، نلاحظ انخفاضا في عدد الحوادث بنسبة 8.59 %وفي عدد الجرحى بنسبة5.88%، مقابل زيادة بقتيل واحد على مستوى عدد القتلى. وتصدرت ولاية تونس بقية الولايات في عدد حوادث المرور بنسبة  15.8 % تليها صفاقس بنسبة 9.36 %ثم نابل 7.28 % فمنوبة وبن عروس وسيدي بوزيد.   

عبد اللطيف العبيدي